2

بسم الله الرحمن الرحيم


١- ما هي الأضحية؟

اسمٌ لما يُذكَّى من الأنعام (الإبل-البقر-الغنم)، تقرّباً إلى الله تعالى، في أيام النحر، بشرائط مخصوصة.

٢- ما حكم الأضحية؟

🔅 اختلف العلماء في حكم الأضحية بالنسبة للمقيم غير الحاج :

🍃أكثر الفقهاء على أنها سنةٌ مؤكدةٌ وليست واجبة في حق الموسِر.

🍃وذهب بعض الفقهاء -ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية- إلى وجوبها على الموسِر القادر على ثمنها.

💡وقد ورد فيها حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: “من وَجَد سَعَةً فلم يُضَحِّ ؛ فلا يَقرَبنَّ مُصَلاَّنا”.
فلا ينبغي للموسر الذي يقدر على ثمنها أن يترك الأضحية.

وأمّا من لم يقدر عليها؛ فقد ضحّى عنه نبيناﷺ؛ فعن جابر بن عبدالله: أن رسول اللهﷺ ضحَّى عمَّنْ لم يضحِّ من أُمَّتِه. رواه أبوداود والترمذي، وهو حديث صحيح.

🔅 وأما حكم الأضحية بالنسبة للحاج؛ فقد اختلف العلماء في ذلك:

🍃فبعضهم ذهب إلى القول بالاستحباب والجواز،
وهو رأي الشافعية والحنابلة.

🍃 وذهب بعضهم إلى عدم مشروعية الأضحية للحاج،
وهو قول المالكية والحنفية.

💡والأمر في ذلك واسع.

٣- هل الأفضل ذبْح الأضحية، أو التصدق بثمن الأضحية بدَل ذبحها؟

🍃يرى جمهور أهل العلم -ومنهم الأئمة الأربعة-
أنّ ذبْح الأضحية أفضلُ من التصدق بثمنها.

🍃يجوز أن يتبرع شخصٌ بقيمة الأضحية لشخص آخر فقيراً كان أو غنياً.

🍃لو أهدى شخصٌ إلى شخصٍ آخر شاةً ليذبحها ويضحِّي بها، جاز ذلك أيضًا.


٤- هل يكفي شراء اللحم وتوزيعه بدَل ذبْح الأضحية؟

🍃لا يجزئ في الأضحية شراءُ لحمٍ وتوزيعُه على الناس، فلا بدّ في الأضحية من شرائها وهي حيّة، ثم ذبْحها لغرض التضحية بها، سواء فعل ذلك بنفسه أو وكّل غيره من الأفراد والجمعيات بذلك.


٥- مِمّ تكون الأضحية؟

🍃جمهور أهل العلم -ومنهم الأئمة الأربعة- يشترطون في الأضحية أن تكون من الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم؛ فلا تجزئ الدجاجة مثلًا.


٦- ما هي شروط الأضحية المجزئة؟

🐏أن تبلغ سن التضحية.
وأقل ما يجزئ في أعمار الأنعام:
-ابن (٦ أشهر) من الضأن
-وابن (سَنَة واحدة) من المعز
-وابن (سنتين) من البقر والجاموس
-وابن (٥ سنوات) من الإبل.

🐏 أن تكون سليمة من العيوب المانعة.
فلا يجزئ في الأضاحي ما يلي:
-العوراء البيّن عوَرُها، ومن باب أولى العمياء.
-المريضة البيّن مرضُها، والذي يُفسد لحمَها ويُنقصُ ثمنَها.
-العرجاء البيّن عرجُها، ومن باب أولى مقطوعة الرجل.
-الكسيرة التي لا تقوم ولا تنهض من الهزال.

🍃ولا يضُرّ المرض الخفيف، والعرَج الخفيف، والهُزال الخفيف.

🍃وأفضل الأضاحي: الأسْمَن لحمًا، والأغلى ثمنًا، والخالية من العيوب المؤثّرة.

🍃 ومن اشترى أضحية سليمة، ثم أصابها عيبٌ قبل الذبح من غير تفريطٍ منه؛ فالراجح أنه يجوز أن يذبحها، ولا يضرّها ما أصابها.

٧- الاشتراك في الأضحية:

🍃مذهب جمهور الفقهاء وهو الراجح، أن الشاة الواحدة تجزيء عن أهل البيت الواحد، بأحيائهم وأمواتهم، مهما كثر عددهم، فيستقلُّ شخصٌ واحد بثمنها، ويُدخل من شاء معه في الثواب.

🍃العمال المجتمعون في سكن واحد، على كل واحد منهم أضحيةٌ عنه وعن أهل بيته ممن تركهم في بلده، أو أتى بهم إلى هنا ليقيموا معه، سواءً ذبحها هنا ولو كان أهله هناك، أو أرسل المال إلى أهله في بلده ليذبحوا عنه، كل ذلك جائز.

🍃ذهب أكثر أهل العلم إلى أن البَدَنة (الناقة) والبقرة تجزئ عن ٧ أفراد، كلُّ فردٍ مع أهل بيته.
ومعنى ذلك أن يشترك هؤلاء السبعة في ثَمَن البقرة أو البَدَنة؛ فالسُّبْعُ من البقرة أو البدَنة تساوي= غنمةً واحدةً، وبناء عليه يكون سُبْع البقرة أو سُبْع البَدَنة عن شخص واحد ومن معه في بيته.

🍃 ولو ضحى الرجلُ، وضحتْ زوجتُه، وضحَّى كلُّ فرد في البيت الواحد بمفرده لقدرتهم المالية وتحصيلًا للأجر وتوسعةً على المحتاجين؛ فإن ذلك خير وبر، مع أن أضحية زوجها تكفيها وتكفي البيت بأكمله.

🍃الاشتراك في الأضحية يكون في الأجر والثواب لا في الثمن والدفع.
فمثلا لو أراد مجموعةٌ من الأفراد أن يشتركوا في ثمن الأضحية، فهنا يحصل لهم أجر التصدق باللحم، ولا يحصل لهم أجر الأضحية الوارد في الأحاديث، لذلك يستطيع أحد الأفراد أن يدفع ثمن الأضحية بالكامل، ويُدخِلَ بقية أفراد المجموعة معه – بالنية- في الثواب والأجر.

٨- ماذا يفعل من عزم على الأضحية؟

ثبت في صحيح مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: “إذا رأيتم هلالَ ذي الحجة وأراد أحدُكم أن يضحِّي؛ فليُمسِكْ عن شَعْره وأظفاره”.

🍃فبعض العلماء يرى حُرمة أخْذ المضحِّي شيئًا من شعره أيًّا كان موضعه، أو ظفره، أو جِلْده، سواء كان المضحي رجلاً أو امرأة، ومن فعل ذلك عمدًا؛ فإنه يتوب توبة نصوحًا ويستغفر الله.

🍃ورأى علماء آخرون أن هذا جائز مع الكراهة؛ فالأفضل والأوْلى أن يترك المضحِّي شعرَه وظفرَه وجلدَه.

🍃وذهب آخرون من أهل العلم إلى جواز أخْذ شَعْره وظُفْره وجلده، ولا شيء عليه.

💡وفي كل الأحوال ورغم اختلاف الآراء؛ فمن أخذ شيئاً من شعره أو أظفاره ؛ فلا يؤثّر ذلك على أضحيته قطعًا، فالأضحية صحيحة مقبولة عند جميع العلماء.

💡باتفاق العلماء، لا كفارة ولا شيئ على من أخذ من شعره أو ظفره ولو فعل ذلك متعمّداً.

💡ومن احتاج إلى أخذ الشعر أو الظفر؛ فلا حرج عليه، كمَنْ به جُرحٌ؛ فاحتاج إلى قص الشعر عنه، أو انكسر ظفره فآذاه؛ فلا حرج في قصّه، أو به حساسية يحتاج معها إلى حك جلده أو شعره؛ فلا بأس لو سقط من ذلك شيء.

💡وهذا النهي عن أخذ الشعر والظفر خاصٌّ بمن يشتري الأضحية فقط ،
ولا دخْل لأهل بيته أبدًا.

💡وهذ النهي خاصٌ بالشعر والظفر فقط؛ فيجوز للمضحي التطيبُ والتزيّنُ والاغتسالُ والجماعُ ولبْسُ المخيط.

💡وهذا النهي أيضًا، يبدأ من حين عزْم الإنسان على الأضحية وحين يثبتُ دخول شهر ذي الحجة.
فلو عزم الإنسان على الأضحية في ذي القعدة مثلًا ؛ فإنه يجوز له أخذ شعره وأظفاره ، فإذا دخل شهر ذي الحجة ؛ امتنع عن أخذ شعره وظفره.
ولو دخل شهرُ ذي الحجة ولم يعزم على الأضحية إلّا في التاسع من ذي الحجة مثلًا ؛ فإن النهي عن أخذ الشعر والظفر يبدأ من التاسع من ذي الحجة في هذه الحالة.

💡ويظلّ المضحِّي على هذه الحالة حتى تُذبَحَ الأضحية، سواء ذبحها في أول العيد أو بعده.

💡بالنسبة لمن وكّل الجمعيات الخيرية بالذبح عنه وأعطاهم ثمن الأضحية، فعليه أن يستفسر قدر الإمكان عن وقت ذبح الأضاحي، سواء كان الذبح في نفس البلد، أو ستنقل الذبيحة الى بلد أخرى للحاجة، وذلك ليتسنّى له أخْذُ شعره وظفره.


٩- ما هو وقت الأضحية؟

💡لا يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة العيد.

💡بداية الذبح تكون بعد أداء صلاة عيد الأضحى، فمن ذبح قبل صلاة العيد؛ لم تصحّ منه كأضحية، ويذبح محلّها واحدة أخرى.

💡نهاية الذبح قُبَيْلَ غروب شمس يوم ١٣ ذي الحجة.
فالراجح أن أيام الذبح هي: يوم العيد وثلاثة أيام بعده
(١٠، ١١، ١٢، ١٣ ذي الحجة).

💡لا بأس بالذبح ليلاً أو نهاراً على الراجح.


١٠- ما الذي يصنعه المضحِّي بالأضحية؟

💡للمضحِّي أن يصنع بها ما يشاء:
فله أن يأكل منها ما يشاء ولو جميعها، أو يتصدق منها بما يشاء ولو جميعها، أو يُهدِي لغيره ما يشاء ولو جميعها.

💡لكنّ المستحبّ تقسيمها أثلاثاً:
-ثلث يأكله
-وثلث للهدية
-وثلثٌ للصدقة على الفقراء.

وقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: الضحايا والهدايا: ثلثٌ لك، وثلثٌ لأهلك، وثلثٌ للمساكين.

💡والأمر في ذلك واسع؛ فلا حرج أن يفعل ما يراه مناسبًا.

💡يَحْصُل ثوابُ الأضحية بمجرد الذبح، بغضّ النظر عن كيفية تقسيمها.


١١- الأفضل أن يذبحها المضحِّي بنفسه.

فإن لم يستطع؛ استُحِبّ له أن يحضر ذبحها بنفسه إذا أمكنه ذلك.

فإن لم يستطع؛ حضر وكيلُه أو من ينوب عنه، مثل مندوب الجمعية الخيرية التي أعطاها ثمن الأضحية، أو مندوب الجمعية الخيرية في الخارج في حال ذبح الأضحية خارج البلد.


١٢- ليس للمضحي أن يعطي الجزّار شيئًا من الأضحية كأجرة له مقابل ذبحه وسلخه.

لكن إذا دفع إلى الجزّار شيئًا منها وذلك لفقره أو على سبيل الهدية؛ فلا بأس.


١٣- ما هو مكان الأضحية؟ وما حكم نقلها لخارج البلد؟

🔅اتفق العلماء على أن محل التضحية هو محل المضحِّي، سواء كان بلده الأصلي، أو موضعه الذي يقيم فيه مؤقتًا لعملٍ أو لسفرٍ .

🔅لا بأس بنقل الأضحية إلى غير بلد المضحِّي إذا كان يريد نقلها إلى بلدٍ أحْوَجَ من بلده، كما يفعل الناس هذه الأيام بتسليم ثمن الأضحية إلى الجمعيات الخيرية؛ لتسلمها هي بدورها لمندوبيها في الخارج؛ فتُذبَح هناك للمحتاجين، مثل: دول أفريقيا واليمن وفلسطين وبورما ونحوها.


١٤- ما حكم التضحية عن الميت استقلالًا؟

🔅الأصل أن الأضحية مطلوبة من الإنسان الحي عن نفسه وأهل بيته، وله أن يُشْرك في ثوابها من شاء من الأحياء والأموات؛ فيقول عند ذبحها: اللهم هذا عني، وعن أهل بيتي.

🔅أما الأضحية عن الميت:

– فإن كان أوصَى بها الميت في ثُلث ماله، أو جعلها في وقْفٍ له؛ وجَبَ تنفيذ ذلك.

-وإن لم يُوصِ أو لم يُوقِف، وأحبَّ الإنسانُ أن يضحِّي عمَّن شاء من الأموات؛ فالراجحُ جوازه، ويعتبر هذا من أنواع الصدقة عن الميت.

-من الخطأ أنْ يُضَحِّي بعضهم عن أمواته فقط، ويترك الأضحية عن نفسه وأهل بيته من الأحياء!، لأنه يَحرِم نفسه من ثواب الأضحية وفضْلها؛ فالسنَّة أن يُشْرِك الإنسانُ أهلَ بيته من الأحياء والأموات في أضحيته، ولا يحتاج أن يُفْرِد لكلِّ ميتٍ أضحيةً مستقلةً.

وتقبل الله مني ومنكم صالح القول والعمل…

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه.