2

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فمفاتن الدنيا كثيرة متنوعة, من انغمس فيها أحبها وأحب البقاء في الدنيا وزهد في الآخرة, فمن رام الآخرة فليزهد في دنياه, قال العلامة ابن القيم رحمه الله: لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا.

والزهد في الدنيا والرغبة هو الطريق الذي سار عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أنتم أطول صلاة, وأكثر جهادًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهم كانوا أعظم أجرًا منكم.

قالوا: لِمَ يا أبا عبدالرحمن ؟  قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا, وأرغب في الآخرة.

وقد سار على هذا الطريق العلماء, ووجهوا من بعدهم إلى الزهد في الدنيا, فألفوا المؤلفات في الزهد, ومن أقدم الكتب المؤلفة في الزهد: كتاب الإمام وكيع بن الجراح المتوفي سنة 197ه, رحمه الله. قال الدكتور عبدالرحمن بن عبدالجبار الفريوائي : اخترت كتابه الزهد…لتحقيقه…لقيمة الكتاب العلمية من ناحية مادته الغزيرة في باب التربية والتزكية.

وقد يسر الله الكريم فاحترت بعضًا من نصوصه الكثيرة, التي أوردها عن الصحابة والتابعين, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

**قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: إياكم والكذب, فإن الكذب مجانب الإيمان